قصة حقيقة من ارض حبيبي العراق

قرب بحيرةٍ صغيرةٍ، وأصوات الطيور وتغريد العصافير كل صباح، وهدير المياه القوية، والرياح الهادئة، كنتُ أعيش أيامي الجميلة واكتب قصصاً عن أناس قد ظلمتهم الحياة، وقصتي بدأت مع طفل صغير يدعى محمد..
تعرفتُ عليه عند طريق عودتي من العمل حيث لمحتُ من بعيدٍ مجموعة من الأطفال، وكان معهم هذا الطفل كانوا يتشاجرون بدلاً من العب ومحمد كان المسيطر ...
اقتربتُ منهم وقلتُ لهم: كفاكم شجاراً..
رد عليّ طفل صغير وقال: إننا نلعب كل يوم ولكن عند مجيء محمد يخلق المشاكل والشجار بيننا..
مسكتُ من يدي محمد ونظرت لعيناه اللتان كانتا تحملان حزناً عميقاً وقسوة لم أشاهدها من قبل، وقلت له: العب ليس بالقسوة والشجار إنما بالتعاون والمحبة فانتم أصدقاء ولستم أعداء..
رد عليّ قائلاً: القسوة تخلق الإنسان الصحيح، ويستطيع بها أن يستمر في حياته!!
قلت له:من قال لك هذه الكلمات إنها غير صحيحة، إنها كلمات إنسان غير عاقل وغير راشد...
رد عليّ قائلاً وكأنه ليس طفلاً في سبع سنوات من عمره بل اكبر من ذلك: الحياة علمتني هكذا ولم يعلمني احد..
قلت له: انك صغير جداً كي تفكر هكذا، فالحياة أمامك ولا تقرر مصيرك بهذه العبارات.. قال لي وعيناه تدمعان: الطفل الصغير الذي أمامك صغير بجسده، ولكن كبير بعقله، الأيام القاسية التي مررت بها جعلتني كبير بعمري وبعقلي..!!
انتابني فضول لمعرفة قصة هذا الطفل أخذته على شقتي الصغيرة، وجلستُ معه ولكن لم اشعر بأنه طفل بعمر سبع سنوات، شعرتُ بأنه رجل كبير وذو معرفة كبيرة وهذا الذي جعلني أكمل قصتي معه.....
قال لي: كنا عائلة صغيرة قوية تفككت هذه العائلة عند ذهاب شخصٍ كنت اعزه...
قلت له من هذا الشخص..؟!
قال لي وعيناه تدمعان وبصوت خافت حزين تذبح من يسمعه: انه والدي،
كنت نائما وفجأة سمعت أصوات وصيحات أسرعت ونظرت من نافذة البيت رأيت جدتي وأخواتي الصغار بقربها يبكون وأمي واقفة تبكي، أسرعت لأرى ماذا هناك، رأيت والدي ملطخاً بالدم وليس في جسده سوى طلقات صغيرة تنزف الدم منها، لم ابكي مثلهم اقتربت منه وكأن عيناه تقولان لي: محمد أمك وأخواتك أمانة بعنقك، أصبحت الآن أبوهم وأخوهم الكبير فلا تخب ظني بك.... قلت: يا أباه لا تقل لي هذا أنت معنا وليس غيرك ولا أستطيع اخذ مكانك لا تذهب.. بصوت عالٍ قلت هذه الكلمات احتضنني جدي بقوة وقال لي: لا تخاف يا بني نحن معكم ... أسرعت وقبلت عيناه اللتان كانت تضحكان، وقبلت وجهه الجميل قبل إن يأخذوا جثته..
وكان وراء موت والده مجموعة من المخربين قتلوه عند ذهابه لعمله....
وتكلم قائلاً وكانت عيناه تدمعان وقال : ليت الدموع تحل المشاكل كنا نبكي العمر كله، ولكن الدموع تنزل وتذهب أثارها والجروح تبقى أثارها في القلب... لم أستطيع إن أقوم بالوصية التي أوصاني بها والدي افترقنا أنا وأخواتي فأصبح كل منا في بيت ووالدتي تركتنا وذهبت بقيت في بيت جدتي وجدي مع أختي الصغيرة، واذهب المدرسة ولكن اهرب منها، ارسم في دفاتري الغرف التي كان أبي يحلم إن يبنيها لنا، واذهب ازور أخواتي والمحهم من بعيد وأتعذب لعذابهم والقسوة التي يتعاملون بها وأعود والحزن في قلبي وارى جدي في فراش الموت، وودعني جدي أيضاً لم يبقى من يعيني ويحن عليّ، ومن يصرف عليّ، أصبحت اركض خلف الأشخاص الذين يحنون عليّ وعلى أخواتي كطيف وارسم في جداري بيت الحزن والمرارة اللذان اشعر بهما .... يا خالة هذه الحياة التي علمتني القسوة وان أكون قاسياً .....
كلماته القاتلة أبكتني وتوقف قلمي عن الكتابة احتضنته بقوة، وقال لي: يا خالة من سيحن علينا ويعيلنا ومن سيكون والدنا..؟! وأنا معه أتساءل..؟!
والجواب لكم انتم أيها القراء ما هو الحل..؟!

» ماعوفك حبيبي
» شركةحبايب العراق للتصميم المواقع
» شمس العراق أشراقة عالية الهامات
» قصيدة عباس جيجان يا شعب العراق
» شركة احباب العراق للتصميم المواقع